يعتقد كثير ممن تابعوا منافسات السلة البحرينية في الموسم الماضي أن فريق الحالة كان محظوظًا أكثر من اللازم وخدمته النتائج بشكل كبير بعد أن حقق بطولة كأس رئيس الاتحاد لكرة السلة (التنشيطية) واحتل المركز الثاني في بطولة الكأس والمركز الثالث في بطولة الدوري، ولكن المتابع لهذا الفريق يعرف تمامًا أن الحالة خطط في السنوات الماضية واجتهد والآن من الطبيعي أن يحقق نتائج أفضل من قبل لأنه خدم نفسه قبل ان يخدمه الآخرون، الحالة يعتمد بنسبة كبيرة تصل إلى 70% وأكثر على اللاعبين أبناء النادي، كما أن الحالة لديه استقرار فني وإداري والجهاز الفني استطاع ان ينجح في تعاقداته التي كانت مدروسة حيث ساهمت في تحقيق الفريق هذه النتائج، ويتطلع فريق الحالة إلى المحافظة على المكاسب التي حققها في الموسم الماضي ومواصلة التألق، وبلا شك ستكون الضغوط أكبر على الفريق في الموسم القادم، ولذلك أبرم الحالة عدد من الصفقات بالتعاقد مع جهاز فني وعدد من اللاعبين المحليين إلى جانب المحترف الأجنبي وهي الأهم بالنسبة الى الفريق.
تجديد الثقة في جان
الخطوة الأولى التي قام بها نادي الحالة من أجل المحافظة على الاستقرار الفني في الفريق استعدادًا للموسم القادم 2016/2017 هي تجديد الثقة في المدرب الوطني الشاب أحمد جان الذي حقق نتائج لافتة مع الفريق في الموسم الماضي. يذكر أن جان من أبناء النادي وكان موجودا مع الفريق الأول ضمن الجهاز الفني منذ أكثر من خمسة مواسم، وبالتالي وضع الثقة فيه جاءت في مكانها ومن المتوقع ان يحقق جان مزيدًا من النتائج الايجابية في المواسم القادمة في حال استمراره لأنه من المدربين المتميزين. من جانب آخر تم تعيين الكابتن السابق في الفريق أحمد ميرزا مدربًا مساعدًا للفريق الأول، وسيشكل وجوده مكسبا للفريق كون جميع اللاعبين يحترمونه.
ثلاثة تحديات
في الموسم القادم سيكون فريق الحالة تحت الضغط على عكس الموسم السابق الذي دخله من دون ضغوط، ولذلك استطاع أن يلعب بكل أريحية ويحقق النتائج اللافتة، الحالة سيواجه ثلاثة تحديات جديدة، حيث سيكون التحدي الأول في بطولة كأس رئيس الاتحاد لكرة السلة (التنشيطية)، لأنه سيكون مطالب بالمحافظة على اللقب الذي حققه في الموسم الماضي، والتحدي الثاني هو الوصول إلى نهائي بطولة الكأس ليكرر ما فعله في الموسم المنصرم، أما التحدي الثالث فهو المحافظة على تواجد الفريق على منصة التتويج في بطولة الدوري بعد أن حقق المركز الثالث في الموسم الماضي خلف المنامة والأهلي.
الصفقات المهمة
سعى فريق الحالة إلى المحافظة على الاستقرار فقام بتجديد عقود عدد من اللاعبين أمثال أحمد علي حسين وعلي عباس وأيوب نجف، وعزز صفقاته بالتعاقد مع اللاعب العملاق عبدالرحمن غالي الإضافة الجديدة في الفريق والذي يعول عليه الكثير في مركزي 4 و5 الذي يحتاج إليه الفريق.
العملاق الأمريكي أوبراين
سبق فريق الحالة الجميع بتعاقده بشكل سري مع المحترف الأمريكي تود أوبراين الذي يبلغ طوله 2.11 متر وعمره 27 سنة وهو من اللاعبين المميزين الذين خاضوا تجارب احترافية ناجحة في عدد من الدوريات العربية مثل الدوري اللبناني حيث لعب مع فريق الحكمة وكذلك لعب في الدوري القطري، ويلعب أوبراين في مركز الارتكاز ومن المتوقع أن يظهر بصورة رائعة في منافسات الموسم القادم، يذكر أن فريق الحالة دائمًا ما ينجح في استقطاب لاعبين أجانب مميزين وبأسعار معقولة.
البحث عن لاعب محلي
تبدو صفوف فريق الحالة مكتملة ولكن ذلك لا يمنع الجهاز الفني من البحث عن لاعب محلي لتعزيز خطوط الفريق في مركزي 2 و3، يذكر أن الحالة يحتاج إلى لاعب يمتلك الخبرة وقادر على عمل إضافة في التشكيلة، كما كان يفعل اللاعب علي جعفر في الموسم الماضي والذي انتقل للعب في صفوف فريق الأهلي في الموسم القادم، يذكر أن الحالة يمتلك لاعبَين مميزَين في مركزي 2 و3 وهما أحمد جمال وحسن قراشي وهما يلعبان في التشكيلة الأساسية ومن نجوم الفريق، وبالتالي إذا ما أراد الفريق المنافسة قد يحتاج إلى لاعب ثالث يمتلك نفس المستوى أو أفضل، والجدير بالذكر أن لدى الحالة عددا من اللاعبين الشباب بالإمكان الاستفادة من خدماتهم أمثال محمود عباس وعلي ترابي ومحمد صلاح.
الكابتن ياسر بونفور
لم يكشف كابتن فريق الحالة اللاعب المخضرم ياسر بونفور عن قراره بعد سواء بالاستمرار باللعب أو التوقف عنه، بتأكيد أن الحالة يتمنى استمرار بونفور كلاعب، نظرًا إلى الدور الذي يؤديه في الملعب كقائد للفريق إلى جانب دوره خارج الملعب، ويحتاج الحالة إلى خبرة بونفور بكل تأكيد ولكن القرار الأول والأخير سيكون للاعب نفسه.
خطوة بخطوة
يتحفظ فريق الحالة دائمًا عن التصريحات قبل انطلاق كل موسم، ورغم أنه يعد من الفرق الأربعة الكبار المنافسة على الألقاب المحلية والذي يمتلك سجلا حافلا بالإنجازات فإن الواقعية تكون حاضرة لدى الجهازين الفني والإداري، ونلاحظ على سبيل المثال أن الفرق الثلاثة المنافسة وهي المنامة والأهلي والمحرق لا تتردد في التصريح بأن هدفها الأول هو احراز بطولة الدوري، بينما نجد أن فريق الحالة لا يدلي بمثل هذه التصريحات رغم أن ذلك حق مشروع أمام جميع الفرق، والسبب في ذلك هو أن الفريق يفكر في كل مرحلة على حدة، ويتطلع إلى تحقيق مراده خطوة بخطوة، ونتذكر في الموسم الماضي أن الحالة كان هدفه في البداية التأهل إلى الدورة السداسية وقد شارك في دورة رباعية تأهيلية ونجح في التأهل، بعد ذلك شارك في الدورة السداسية وكان هدفه الوصول إلى المربع الذهبي وقد نجح أيضًا في تحقيق ذلك، لعب الحالة بعد ذلك في المربع الذهبي إلى جانب المنامة والأهلي والمحرق وكان الجميع يستبعد تأهله إلى الدورة الثلاثية ولكنه خالف التوقعات بعد أن تأهل على حساب المحرق، وكاد الحالة أن يفاجئ الجميع في الدورة الثلاثية حيث كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المباراة النهائية ولكنه خرج بصعوبة.
في اعتقادي أن الحالة إذا استمر على تطبيق نفس خطته وركز على كل مرحلة على حدة ولعب بقوة ووفق في تعاقداته المحلية والأجنبية سيكون له شأن كبير في منافسات الموسم القادم، وليس بغريب على الحالة أن يصعد منصة التتويج كبطل، حيث سبق له أن حقق بطولة الدوري ثلاث مرات من قبل وحقق العديد من البطولات في الكأس، وحقق المركز الثاني خليجيًا والرابع آسيويًا، ما يعني أن الفريق يمتلك مقومات البطل وقادر على تحقيق الإنجازات المشرفة.