كتب: سلمان الحايكي


قال رئيس اتحاد الكرة الطائرة السابق وصانع نجومها وأداريها وحكامها ومدربيها وأمجادها الأب الروحي لها محمد جاسم حمادة للملحق الرياضي في أخبار الخليج رداً على الحوار المطروح (قدماء اللاعبين تحتاج إليهم اللعبة لكنهم مبتعدون ما الأسباب: هذا السؤال ينطبق على كل الألعاب الجماعية والفردية ولا ينحصر فقط في لعبة الكرة الطائرة لكن طالما التحقيق يشمل كل الألعاب فهو فكرة تثار لأول مرة في الصحافة الرياضية، وقال محمد جاسم حمادة الذي ترأس الاتحادين البحريني والعربي ووصل إلى أعلى المناصب الآسيوية والعالمية ولم يكن صانعاً لطائرتنا فحسب بل صنع اللعبة وطورها على المستوى الخليجي والعربي أفراداً وجماعات: حين يكون الشخص الإداري من أبناء اللعبة وذو اختصاص فني فيها يساعدك على إدارتها من الناحية الإدارية بما فيها الناحية المالية لكن حين يصل إلى مجلس الإدارة من لا يعرف عن اللعبة غير اسمها يكون عالة عليها وعلى اللعبة أيضاً ويقع هذا الشخص مثل الحجرة في اللوزتين لا تعرف أن تخرجه ولا تعرف أن تبلعه!
عشت الكثير من التجارب
وتابع: لقد عشت الكثير من هذه التجارب يوم توليت رئاسة الاتحاد وعاصرت العديد من الأشخاص فمنهم من يقدم المنفعة الكبيرة لنفسه وللعبة ومنهم من يجلس دون أن يحرك ساكناً وحين يكون النصف الآخر يعمل والنصف الآخر نائم ماذا يكون مصير اللعبة غير الانحراف والجمود وعدم الرقي والتطور؟ وأضاف: لماذا نجح اتحاد الكرة الطائرة من قبل فالنجاح لا يعود إلى شخص رئيسه وحسب بل يُنسب إلى الجميع لأن العمل أصبح جماعياً وليس فردي، وأشار إلى إن أحياناً يكون الرئيس في فم المدفع بسبب تقصير الآخرين من أعضاء الإدارة لكن حين يكون الرئيس صاحب صدر واسع يصحح الكثير من الأخطاء يصل بالمركب إلى بر الأمان وعلى العضو الإداري أن يستفيد من أخطائه التي وقع فيها ومن المؤكد أن يستفيد وهذه تجربة عشتها مع كثير من الأجيال.
وقال: لو ضربنا مثلاً باتحاد الكرة الحالي وما يضم من إداريين فسوف نجد إن معظمهم لم يزاولوا كرة القدم أو يكونوا مدربين أو حكام وهو الأمر الذي ينطبق على بعض الاتحادات الأخرى وبالتالي تكون اللعبة هي الضحية وقد ذكرت هذا الرأي لرئيس اتحاد الكرة ووافقني على الملاحظة، وقال محمد جاسم حمادة: ذكرت لأمين عام اللجنة الأولمبية عبد الرحمن عسكر أن يصدر قانوناً جديداً يتعلق بالمدة الزمنية لمجلس إدارة أي اتحاد على أن يكون ( 8 سنوات ) وبعد ذلك يتم جذب العناصر الجديدة والكفاءات الخام ومن الاختصاصيين لأن استمرار نفس الوجوه على المقاعد الإدارية يؤدي بها إلى الجمود وعدم التطوير لكن لو طبقنا هذه الفكرة والتي هي مطبقة في مصر لوسعنا قاعدة الإداريين وصنعنا الكثير من الأجيال منهم وأشار لي بأنه سوف يدرس هذه الفكرة مع الاختصاصيين.
التعيين بالنصف
وعما إذا كان يؤيد الانتخاب أم التعيين قال محمد جاسم حمادة: أنا أعتقد إن اختيار مجلس الإدارة من (الرئيس ونائبه وأمين السر ومدير الاتحاد التنفيذي) بالتعيين يكون الأفضل وانتخاب الباقين لتكملة المناصب الشاغرة لأن الاختيار يؤدي إلى سلامة العمل ويقطع الطريق أمام بعض الأندية التي ترسل من لا يعجبها لتتخلص منه ويكون عالة على مجلس الإدارة، وضرب محمد جاسم حمادة مثلاً بالمجلسين (الشورى والنواب) وقال: هذين المجلسين واحد بالتعيين (الشورى) وآخر بالانتخاب (النواب) وكل جهة تكمل الأخرى في اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية، وتمنى رئي الاتحادين العربي والبحريني السابق في الكرة الطائرة أن يصل اتحاد اللعبة التي صنعها إلى أفضل المستويات وكذلك الحال مع بقية الاتحادات الأخرى لتصل الرياضة البحرينية إلى أفضل المستويات.
الشخص هو أساس الحكم
من جانبه قال الخبير الدولي في الكرة الطائرة وهو الآخر صنع العديد من الحكام الدوليين والعالميين وساهم في نهضة اللعبة منذ سنين طويلة محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً عضو لجنة الحكام الدولية وحتى اليوم جعفر علي نصيب: إن السؤال يثير الدهشة لأنه يتطرق إلى نقطة مهمة لأول مرة اسمعها وبالتالي يتطلب الإجابة بالتركيز، وتابع: إن الموضوع يعتمد على الشخص نفسه فإن كان يرغب في خدمة الكرة الطائرة سوف يخدمها وإن أراد أن يكرر الجلوس على الكرسي دون عمل فهذا قرار غير صحيح ويؤدي إلى تأخر اللعبة كون الشخص غير اختصاصي فيها.
وواصل: كانت تجاربنا زاخرة بالعمل منذ منتصف السبعينيات وحتى اليوم وواصلنا وعاصرنا الكثيرين لكن الذين أثبتوا وجودهم في العمل الإداري قليلون بينما الكثيرون تركوا اللعبة والخطأ لا تُسأل عنه الكرة الطائرة إنما يُسأل عنه الشخص لأنه جاء إلى العمل ولا يعرف الأبجديات الأولى لها، وأكد جعفر علي نصيب إنه من أشد المؤيدين لتعيين منصبين في مجلس الإدارة هما الرئيس وأمين السر فقط وقال مُعللاً هذا الاختيار: إن تعيين رئيس مجلس الإدارة يقطع الطريق على كل المشككين لأنه لن يتم اختيار هذا الرجل إلاَّ لأنه كفاءة وبالتالي سيقود اللعبة وفقاً لخبرته إلى بر المان.
وقال أيضا: أمانة السر من المناصب الحساسة في مجلس إدارة أي اتحاد وهي ملاصقة لعمل رئيس الاتحاد فإذا اجتمعا معاً على رأي واحد سيكونان من أسباب تقدم وتطور اللعبة، وتابع: المناصب الأخرى يمكن انتخابهم ورغم ذلك أنا اشك في قدرة الأندية على تقديم المؤهلين لأنه من خلال التجارب السابقة لنا اكتشفنا إن الأندية ترسل للاتحادات من تريد أن تتخلص منهم وهو تفكير خاطئ لأنه يعرقل تطور اللعبة من الأساس، وكشف جعفر نصيب إن الانتخابات المعمول بها اليوم تكون إما في صالح اللعبة أو ضدها وقال: إذا كان المتقدمين من الكفاءات فسوف تكون اللعبة في خير وإن كانوا العكس ستكون النتائج معروفة.
أؤيد رأي حمادة ونصيب
وقال لاعب نادي الحالة السابق الحكم الدولي في كرة القدم إبراهيم الدوري: أنا من أشد المؤيدين للأفكار التي طرحها محمد جاسم حمادة وجعفر علي نصيب، أضاف: إننا عاصرنا العديد من الانتخابات طوال حياتنا الرياضية سواء في لعبتي الكرة الطائرة أو كرة القدم ووجدنا بل كانت النتائج مخيبة للآمال والدليل إن محمد جاسم حمادة أخذته الكرة الطائرة وكان مدرباً لكرة القدم من قبل لكنه كان إدارياً وعلى أعلى المستويات وهذا ينطبق على الحكم والمحاضر الدولي السابق جعفر نصيب إذ كان لاعباً في نادي العاصفة ورأس الرمان لكنه تفوق في الكرة الطائرة إلى يومنا هذا ولم يتفوق في كرة القدم حتى لو استمر فيها.
وقال: أنا شخصياً لم أخض غير تجربة اللعب في الكرة الطائرة وفي كرة القدم تفوقت فالشخص الرياضي يعرف من ذاته وإن كان قادراً على العطاء سيعطي وإن جاء ليسد ثغرة لن يسدها لأنه سيكون الثغرة ذاتها، وأكد إبراهيم الدوي إن الحصول على الإداريين المحنكين لا يأتي بالسهولة المرجوة وقال: هناك فطرة إنسانية يطبعها الخالق في الشخص حتى لو أردت أن تصنع الإداري بالقوة لن تستطيع ما لم تتوفر في هذا الشخص الميول والاستعداد الفطري، وأشاد إبراهيم الدوي بالحوارات ووصفها بالمثمرة وقال: إنها تفتح المجال أمام كبار المسئولين في الاطلاع عليها واختيار ما هو مناسب لرياضتنا المحلية.
الشخص هو لعبة الانتخابات
وقال الإداري السابق ومدير منتخبات الكرة الطائرة في العصر الذهبي عبد الله حبيب: باختصار شديد إذا كان الشخص حتى لو كان نجماً كبيراً ومشهوراً ولا يعشق العمل الإداري فمن الصعب أن تكسبه اللعبة إلى جانبها لكن إذا كان مُحباً للعمل ويريد أن يقدم ما هو مطلوب منه وأكثر سوف يحقق لنفسه ولعمله النجاح المتوقع والشخص هو لعبة الانتخابات، وأشار إلى تجاربه وقال: كنا أسرة واحدة في اتحاد الكرة الطائرة وكل شخص يكمل الآخر لكن اليوم لا تجد من يكمل زميله بل تجد كل واحد ينتقص من الآخر وهو أمر مرفوض وعلى هذا الأساس فإن مشكلة الإدارات هي الانتخابات لأن المتقدمين إما أن يكونوا غير مؤهلين أو يكونوا قادمين للكرسي فيكونون عالة على اللعبة ومشكلتهم إنهم لا يتقبلون النقد الذاتي، وتمنى عبد الله حبيب أن تتخطى الاتحادات في انتخاباتها القادمة مسائل الزج بالأعضاء غير المؤهلين حتى تسير الألعاب في الطريق السليم وتصنع الإداريين المؤهلين للمستقبل الرياضي الشامل.