منتدى طريق التطوير
عزيزي الزائر/ عزيزتى الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول
أذا كنت عضو هنا أو التسجيل أن لم تكن عضو وترغب في الأنصمام
إلي أسرة المنتدي سنتشرف في تسجيلك

شكــرا
إدارـــ ة المنتدي
سمة الاعتدال والوسطية 3140768227
منتدى طريق التطوير
عزيزي الزائر/ عزيزتى الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول
أذا كنت عضو هنا أو التسجيل أن لم تكن عضو وترغب في الأنصمام
إلي أسرة المنتدي سنتشرف في تسجيلك

شكــرا
إدارـــ ة المنتدي
سمة الاعتدال والوسطية 3140768227
Black Love


طريق التطوير اكبر منتدى لخدمات تطوير المواقع والمنتديات { دعم ، تطوير ، تصميم ، اشهار }
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول    
انتظرونا قريبا عودة اقوي


آخر المواضيع
الموضوع
تاريخ ارسال المشاركة
بواسطة
### مياه زمزم: ماء الحياة والبركة
### مياه زمزم: ماء الحياة والبركة
شركة تنظيف في الامارات
مناشف فنادق
احدث ديكورات جبس شركة الماسة صور ديكورات جبسية اسقف للريسبشن و لغرف النوم
اسعار شركات التسويق الالكتروني وتصميم مواقع وتحسين محركات البحث
افضل اسعار باقات التسويق الالكتروني وتصميم مواقع وتحسين وتصدر نتائج محركات البحث و اداره صفحات السوشيال ميديا شركة تسويق الكترونى ايماركتنج مصر
الماكولات واهميتها
خدمات تنظيف المنازل في الكويت
فوائد برنامج مكتب محاماة
الثلاثاء 16 أبريل 2024, 3:21 pm
الثلاثاء 16 أبريل 2024, 3:21 pm
الأحد 31 ديسمبر 2023, 2:33 pm
الخميس 05 أكتوبر 2023, 9:29 pm
الأحد 10 سبتمبر 2023, 5:14 am
الثلاثاء 05 سبتمبر 2023, 4:44 pm
الأحد 03 سبتمبر 2023, 12:04 am
الأحد 25 يونيو 2023, 12:29 pm
الأحد 18 يونيو 2023, 3:24 pm
الأربعاء 31 مايو 2023, 3:37 pm











شاطر

سمة الاعتدال والوسطية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
عبير الورد
عضو نشيط 

عبير الورد

عدد المساهمات : 800
نقاطي : 1199
السٌّمعَة : 11
ععمري : 53
دولتي : مصر
الجنس : انثى
احترام قوانين المنتدى : سمة الاعتدال والوسطية 111010

سمة الاعتدال والوسطية Empty
مُساهمةموضوع: سمة الاعتدال والوسطية سمة الاعتدال والوسطية Emptyالإثنين 04 فبراير 2019, 1:18 am

بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




سمة الاعتدال والوسطية




الخطبة الأولى:




الحمد لله تفرد بالربوبية والألوهية كمالاً، واختص بالأسماء الحسنى والصفات العلى جلالاً، أحمده - تعالى - وأشكره على سوابغ نعمه إفضالاً، وجزيل عطائه نوالاً، وأسأله المزيد من فضله دعاءً وابتهالاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمر بالتمسك بالإسلام وسطية واعتدالاً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، المبعوث بأوسط شريعة وأكملها خلالاً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أكرم بهم صحباً وأنعم بهم آلا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً تترى غدواً وآصالاً.




أما بعد:




فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله تبارك وتعالى، تحلوا بها أقوالاً وأفعالاً، فكم أورثت مالاً، وتوجت جمالاً، وشرفت خصالاً، ووقت زيغاً وضلالاً، وأصلحت حالاً ومآلاً.




أيها المسلمون: من الحقائق والمسلمات لدى ذوي البصائر والحجا، أنه بقدر تمسك الأمم بمميزاتها الحضارية، والتزام المجتمعات بثوابتها وخصائصها القيمية؛ بقدر ما تحقق الأمجاد التأريخية والعطاءات الإنسانية، ولئن برزت في عالمنا المعاصر صور وظواهر من الانحرافات تهدد الأمن الدولي، وتعرض للخطر وعدم الاستقرار السلام العالمي؛ فإن مرد ذلك إلى التفريط بالمبادئ الحضارية، والتهاون بالمثل والقيم الإنسانية.




ومن يجيل النظر في جوانب عظمة هذا الدين الذي أكرمنا الله به وهدانا إليه -وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله- يجد أن هناك سمة بارزة، وميزة ظاهرة، كانت سبباً في تبوء هذه الأمة مكانتها المرموقة بين الأمم، ومنحها مؤهلات القيادة والريادة للبشرية، ومقومات الشهادة على الناس كافة، لعلكم يا رعاكم الله، أدركتم ما هذه الميزة الحضارية..




إنها سمة الاعتدال والوسطية، التي تجلي صور سماحة الإسلام، وتبرز محاسن هذا الدين، ورعايته للمثل الأخلاقية العليا والقيم الإنسانية الكبرى، يقول الحق- تبارك وتعالى -: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة: 14].




ولما كان من الضرورة بمكان تحديد هذا المصطلح على ضوء المصادر الشرعية، منعاً للخلط في المفاهيم واللبس في التصور، وحتى نقف على حقيقة الوسطية ومجالاتها لنظهر الصورة المشرقة لسماحة هذا الدين، في الوقت الذي اشتدت فيه الحملة على الإسلام ورمي أتباعه بمصطلحات موهومة، وألفاظ مغرضة، لتشويه صورته والتنفير منه؛ تصيداً لأخطاء بعض المنتسبين إليه، في زمن انقلبت فيه الحقائق وانتكست فيه المقاييس، وبلي بعض أهل الإسلام بمجانبة هذا المنهج الوضاء، فعاشوا حياة الإفراط والتفريط، وسلكوا مسالك الغلو أو الجفاء، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، والمنبَتُّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.




معاشر المسلمين: ولقد عني علماء الإسلام ببيان حقيقة الوسطية الواردة في آية البقرة، وهي لا تخرج عن معنيين مشهورين يؤديان معنىً واحداً.




أولهما: (وسطاً) أي خياراً عدولاً، ومنه قوله - تعالى -: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ) [القلم: 28] وقول الأول:




هم وسط يرضى الأنام بحكمهم.




وهو قول جمهور المفسرين، والذي رجحه الإمامان الحافظان ابن جرير وابن كثير - رحمهما الله -.




والثاني: أنهم وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، جاء هذا في سياق الامتنان على هذه الأمة المحمدية.




والوسطية يا عباد الله! منهج سلف هذه الأمة، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: فإن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، يؤمنون بما أخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل هم وسط في فرق الأمة، كما أن الأمة هي الوسط في الأمم.




ويقول الإمام الشاطبي - رحمه الله -: "إن الشريعة جارية في التكليف لمقتضاها على الطريق الوسط العدل، الآخذ من الطرفين بقسط لا ميل فيه، فإذا نظرت إلى كلية شرعية فتأملها تجدها حاملة على التوسط والاعتدال، ورأيت التوسط فيها لائحاً ومسلك الاعتدال واضحاً، وهو الأصل الذي يرجع إليه، والمعقل الذي يلجأ إليه".




ويقول الإمام العز بن عبد السلام - رحمه الله -: "وعلى الجملة فالأولى بالمرء ألا يأتي من أقواله وأعماله إلا بما فيه جلب مصلحة، أو درء مفسدة مع الاعتقاد المتوسط بين الغلو والتقصير".




ويقول الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله -: "ما من أمر إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إلى غلو، وإما إلى تقصير، والحق وسط بين ذلك".




إخوة العقيدة: وتتجلى وسطية الإسلام في مجالاته كلها:




ففي مجال الاعتقاد: جاء الإٍسلام وسطاً بين الملل، فلا إلحاد ولا وثنية، بل عبودية خالصة لله في الربوبية والألوهية.




وكذا في الأسماء والصفات: وسط بين أهل التشبيه والتمثيل والتحريف والتعطيل.




وفي القضاء والقدر: وسط بين نفاة القدر والمغالين فيه القائلين إن العبد مجبور على فعله.




وفي مسألة الإيمان: وسط بين من جفوا فأخروا الأعمال وأرجئوها عن مسمى الإيمان، وبين من غلوا فأخرجوا من دائرة الإيمان من عمل بعض المعاصي، ويلحق بذلك الحكم بالتكفير، فأهل الحق لا يكفرون بالذنوب ما لم تستحل، كما لم يجعلوا المذنب كامل الإيمان بل هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته.




وفي باب النبوة والولاية والصحابة توسط: فلا غلو من اتخذهم أرباباً من دون الله، ولا جفاء كما جفت اليهود، ففريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون.




وأهل الإسلام الحق يتوسطون فيؤمنون بجميع رسل الله عليهم الصلاة والسلام، وجميع كتبه ويحبون أولياءه، ويترضون عن جميع صحابته - رضي الله عنهم - وأرضاهم.




إخوة الإيمان: وثمة مجال آخر تتألق فيه وسطية هذه الأمة، وهو مجال العبادة ومراعاة مقتضيات الفطرة، والتناسق البديع بين متطلبات الروح والجسد، بلا غلو في التجرد الروحي ولا في الارتكاز المادي، فلا رهبانية ولا مادية بل تناسقٌ واعتدال على ضوء قول الحق- تبارك وتعالى -: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) [القصص: 77].




وقد رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مظعون التبتل، وأنكر على من حرم نفسه طيبات الدنيا قائلاً: ((أما إني أخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني)) مخرج في الصحيحين.




وعند مسلم وغيره: ((هلك المتنطعون))، وعنده أيضاً: ((إن هذا الدين يسر؛ فأوغلوا فيه برفق، ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه))، وهكذا نأى الإسلام بأتباعه عن كل الكبوات والنبوات، والهزات والهفوات، التي تخل بغاية الوجود الإنساني، وتضيع حقوق الإنسان، وتفرط في تحقيق التوازن بين متطلبات روحه وجسده، حيث تأرجحت كثير من النظم المادية، كما هو ظاهر في المدنية الغربية، التي تنطلق من نظرات ومقتضيات مادية صرفة، حتى تنادى عقلاؤهم ومنصفوهم بالحاجة إلى دين يحقق التوازن بين الرغبات والتناسق بين المتطلبات، ويرتفع بالبشرية إلى مستوى إنسانيتها، وتحقيق قيمها ومثلها، وينتشلها مما تعاني منه من بؤس وطغيان وشقاء.




أمة الإسلام: ومن المجالات المهمة، التي تبرز فيها وسطية هذه الأمة ما يتعلق بالتشريع والتحليل والتحريم، ومناهج النظر والاستدلال، فتوسطت الشريعة في هذه المجالات بين اليهود الذين حرم عليهم كثيراً من الطيبات، وبين قوم استحلوا حتى المحرمات، والحكم بالتحليل والتحريم حق لله - سبحانه - (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) [الأنعام: 57]، (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) [الأعراف: 54]، (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) [الأعراف: 32].




وفي منهج النظر والاستنباط: وازن الإسلام بين مصادر التلقي والمعرفة، ووافق بين صحيح المنقول وصريح المعقول، وعالم الغيب والشهادة، وإعمال النصوص ورعاية المقاصد واستجلاء القواعد، وحكم الشريعة وأسرارها، ووازن يبن تحقيق المصالح ودرء المفاسد.




معشر الأحبة: وفي مجال الأخلاق والسلوك مظهر من مظاهر الوسطية في هذا الدين بين الجنوح إلى المثالية والواقعية، وسطية تزكي المشاعر وتهذب الضمائر، وتسمو بالتفكير والشعور وتوازن بين متطلبات الفرد والمجتمع، وإعمال العقل والعاطفة، في تربيةٍ متوازنة وتنسيق متسق بديع، على ضوء المنهج النبوي: ((إن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه)) خرجه أحمد ومسلم.




وفي النظام الاقتصادي: وازن الإسلام بين حرية الفرد والمجتمع، فيحترم الملكية الفردية، ويقرها ويهذبها بحيث لا تضر بمصلحة المجتمع، فجاء الإسلام وسطاً بين رأسمالية ترعى الفرد على حساب الجماعة، واشتراكية تلغي حقوق الأفراد وتملكهم بحجة مصلحة الجماعة.




وفي مجال: الإنفاق تتحقق الوسطية في قول الحق- تبارك وتعالى -: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان: 67].




قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: "هو الحسنة بين سيئتين"، والمراد أن الإسراف سيئة والتقتير سيئة، والحسنة ما بين ذلك، فخير الأمور أوساطها.




ولا تغلُ في شيء من الأمر واقتصد *** كلا طرفي قصد الأمور ذميم




وهكذا في مجال الحرية بين الفرد والمجتمع: حرية الرأي والفكر والسلوك وغيرها؛ جعل الإسلام ضوابط شرعية لهذه الحرية، بحيث تكون ضمن دائرة المشروع، ومجانبة المحظور الممنوع.




وفي النظام السياسي: جاء الإسلام وسطاً بين النظم، مبيناً حقوق الراعي والرعية، حاضَّاً على العدل والقسط، معلياً قيم الحق والأمن والسلام، والسمع والطاعة بالمعروف، مترسماً المنهج الشوري المتكامل، سابقاً شعارات الديمقراطيات المعاصرة إلى تحقيق منافع البلاد والعباد في بعد عن الاضطراب والفوضى، محاذراً الديكتاتورية في الحكم، والاستبداد في الرأي: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) [آل عمران: 159].




ومما يجلي وسطية الإسلام: جمعه بين الأصالة والمعاصرة، وتميزه بالثبات والمرونة، وحسن التعامل مع المتغيرات، ووضع الضوابط للاجتهاد في النوازل واستيعاب المستجدات، فهو بثوابته وأصوله يستعصي على التميع والذوبان، وبمرونته يستطيع التكيف ويواجه التطور بلا جمود ولا تحجر بل يبني الحياة على القواعد الشرعية، والنواميس المرعية التي تستجيب لحاجات الأمة في مختلف الظروف والأحوال: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50].




الخطبة الثانية:




الحمد لله منّ علينا فجعلنا أمة وسطاً، أحمده - سبحانه تعالى - أن يقول غلطاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تقدس أن يقضي لغطاً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، المنزل عليه قول ربه - سبحانه -: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) [الكهف: 28].




صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الذين سلكوا منهجاً وسطاً، فلا تجاوز ولا شطط، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وحث في نصرة الدين الخطا.




أما بعد:




فاتقوا الله عباد الله! وتحلوا بالمنهج الوسط كما شرع الله، واستقيموا على الوسطية كما سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسار على ذلك سلفكم الصالح عليهم رضوان الله.




أيها الإخوة في الله! ولم تقف وسطية الإسلام على أمور العبادات من طهارة وصلاة ونحوها فحسب، بل تعدتها إلى العادات والمعاملات واللباس والطعام والنوم وغيرها في تنظيمٍ شاملٍ لشتى مناحي الحياة.




أيها الإخوة والأخوات! وثمة مجال آخر برزت فيه وسطية هذه الأمة، في جانب من أهم جوانبها ألا وهو الجانب المتعلق بالمرأة: فجاءت هذه الشريعة الغراء والمرأة مظلومة بين جاهليتين، فكَرَّمتها وحفظت حقوقها وسمت بها أن تكون أجيرة، وصانتها من الوقوع في مستنقعات الرذيلة، وكفلت لها حريتها الشرعية، ونأت بها عن مسالك التحرر من القيم والهبوط إلى براثين الإباحية والانحلال، والانسلاخ من الفضائل وسلوك مسالك التبرج والسفور والاختلاط المحرم.




غير أن ثمة ملحظاً أخيراً مهماً يا عباد الله! وهو: أن الوسطية في الإسلام لا تخضع للأهواء والرغبات، فليست تنصلاً من الثوابت والمقومات، ولا تمرداً على المبادئ والأهداف والغايات، وإنما تضبط بضوابط الشريعة، فمن الناس من يحمل على كل ملتزم بدينه -لا سيما من أهل الخير والحسبة والإصلاح- ويصفهم بالغلو والتزمت، فمن يلتزم بالسنة باطناً وظاهراً فهو عندهم متحجر متشدد، ومن يدعو إلى الإسلام غالٍ متنطع، والغيورون عليه رجعيون متأخرون، أما المنهزمون المنفلتون من المثل، المفرطون بالقيم، المتلاعبون بالثوابت والمبادئ، فهؤلاء عندهم متمتعون بسعة الأفق، متحررون متنورون، متطورون متفتحون على الآفاق المعاصرة، واقعيون في النظر والسلوك؛ ولعمر الحق إن هذا نوع من التطرف المحموم والفكر المسموم، في مقابل نوع غير متكافئ من الغلو المذموم، مما يحمل طلاب الوسطية على الاعتدال بين ذينك الطرفين، والدعوة موجهة من بلاد الوسطية، حساً ومعنى، مكاناً وزماناً، عقيدة ومنهاجاً، زادها الله خيراً وهدى وتوفيقاً.




إلى أن يفيء العالم إلى ظِلال هذه الوسطية المتألقة، ليحقق لنفسه ومن حوله الخير والسلام، وليعيش الناس في أمن وأمان وإخاء ووئام: (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [يوسف: 21].




ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على إمام الحنيفية المبعوث بالاعتدال والوسطية، كما أمركم بذلك ربكم رب البرية، فقال - تعالى - في محكم تنزيله، وأصدق قيله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].




اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، وأشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.




اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.




اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحبه وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم هيئ له من لدنك معيناً وظهيراً يا ذا الجلال والإكرام! اللهم ارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لاتباع كتابك، وتحكيم سنة نبيك - صلى الله عليه وسلم -، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين.




اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.




اللهم فارج الهم، كاشف الغم، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، نسألك اللهم رحمة من عندك تغنينا عن رحمة من سواك، اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة يا ذا الجلال والإكرام!




اللهم عزَّ جاهك، وجلَّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك، نسألك يا من لا يخلف وعده، ولا يهزم جنده، أن تنصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان.




اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود، اللهم عليك باليهود ومن شايعهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 20].




عباد الله! (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].




فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.




الكاتب : عبد الرحمن بن صالح السديس
توقيع : عبير الورد




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سمة الاعتدال والوسطية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
منصورة
عضو نشيط 

منصورة

عدد المساهمات : 797
نقاطي : 1265
السٌّمعَة : 12
ععمري : 46
دولتي : الجزائر
الجنس : انثى
احترام قوانين المنتدى : سمة الاعتدال والوسطية 111010

سمة الاعتدال والوسطية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمة الاعتدال والوسطية سمة الاعتدال والوسطية Emptyالأربعاء 06 فبراير 2019, 2:09 am

طرح فى قمة الاهمية ..~
جزاك المولى خير الجزاء ..~
وجعله فى موزين حسناتك ..~
دمتي فى رضا الرحمن ..~
توقيع : منصورة




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سمة الاعتدال والوسطية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
حميد العامري
عضو نشيط 

حميد العامري

عدد المساهمات : 947
نقاطي : 1476
السٌّمعَة : 13
ععمري : 71
دولتي : العراق
الجنس : ذكر
احترام قوانين المنتدى : سمة الاعتدال والوسطية 111010

سمة الاعتدال والوسطية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمة الاعتدال والوسطية سمة الاعتدال والوسطية Emptyالثلاثاء 12 فبراير 2019, 12:45 pm

تسلم أياديك
بارك الله بك
موضوع بقمة الروعة
لك أجمل تحية وتقدير
توقيع : حميد العامري




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hameed.montadarabi.com/

سمة الاعتدال والوسطية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
Castro
عضو نشيط 

Castro

عدد المساهمات : 883
نقاطي : 895
السٌّمعَة : 14
ععمري : 27
دولتي : مصر
الجنس : ذكر
ممزآجي : سمة الاعتدال والوسطية 11z10
احترام قوانين المنتدى : سمة الاعتدال والوسطية 111010

سمة الاعتدال والوسطية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمة الاعتدال والوسطية سمة الاعتدال والوسطية Emptyالأحد 03 مايو 2020, 4:45 am

موضوع رائع
و قيم جداا
شكرا لكم
ولطرحكم الرائع
تحياتى لكم
توقيع : Castro




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سمة الاعتدال والوسطية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
PriNcE SaEed
سوبر الموقع 

PriNcE SaEed

عدد المساهمات : 2700
نقاطي : 2808
السٌّمعَة : 6
ععمري : 25
دولتي : السعودية
الجنس : ذكر
ممزآجي : سمة الاعتدال والوسطية 11z10
احترام قوانين المنتدى : سمة الاعتدال والوسطية 111010

سمة الاعتدال والوسطية Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمة الاعتدال والوسطية سمة الاعتدال والوسطية Emptyالثلاثاء 05 مايو 2020, 12:10 pm

[size=24]دائما متميز في الانتقاء
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
[/size]
توقيع : PriNcE SaEed




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://nurulislam.rigala.net/

سمة الاعتدال والوسطية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1

مواضيع مماثلة

-
» تأمّلات في الاعتدال/الشريف حاتم العوني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى طريق التطوير :: الساحة الرئيسية | T-ALTWER :: قسم الاسلامي العام-
سمة الاعتدال والوسطية Empty

سمة الاعتدال والوسطية Oaoa10