سيرة الرسول صلي الله علية وسلم كاملة 1 Wh_50652634

نسب النبي صلى الله عليه وسلم

ولد محمد صلى الله عليه وسلم من أسرة زكية المعدن نبيلة النسب ، جمعت خلاصة ما في العرب من فضائل ، وترفعت عما يشينهم من معائب .

ويرتفع نسبه صلى الله عليه وسلم إلى نبي الله إسماعيل بن خليل الرحمن إبراهيم عليهما السلام .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه : " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم " .

واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .

نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأسرته : لنسب النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء : جزء اتفق على صحته أهل السير والأنساب وهو إلى عدنان ، وجزء اختلفوا فيه ما بين متوقف فيه وقائل به ، وهو ما فوق عدنان إلى إبراهيم عليه السلام ، وجزء لا نشك أن فيه أمورا غير صحيحة ، وهو ما فوق إبراهيم إلى آدم عليه السلام .

الجزء الأول : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ واسمه شيبة ـ بن هاشم ـ واسمه عمرو ـ بن عبد مناف ـ واسمه المغيرة ـ بن قصي ـ واسمه ـ زيد بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ـ وهو الملقب بقريش وإليه تنتسب القبيلة ـ بن مالك بن النضر ـ واسمه قيس بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ـ واسمه عامر ـ بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. الجزء الثاني ـ : ما فوق عدنان ، وعدنان هو ابن أد بن هميسع بن سلامان بن عوص بن بوز بن قموال بن أبي بن عوام بن ناشد بن حزا بن بلداس بن يدلاف بن طابخ بن جاحم بن ناحش بن ماخي بن عيض بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن حمدان بن سنبر بن يثربي بن يحزن بن يلحن بن أرعوي بن عيض بن ديشان بن عيصر بن أفناد بن أيهام بن مقصر بن ناحث بن زارح بن سمي بن مزي بن عوضة بن عرام بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .

الجزء الثالث : ما فوق إبراهيم عليه السلام، وهو ابن تارح ـ واسمه آزر ـ بن ناحور بن ساروع ـ أوساروغ ـ بن راعو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ـ عليه السلام ـ بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ ـ يقال هو إدريس عليه السلام ـ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن آنوشة بن شيث بن آدم عليهما السلام .

عبد المطلب زعيما لقريش
تولى هاشم بن عبد مناف سقاية الحجاج وإطعامهم ( الرفادة ) ، كان هاشم موسرا ذا شرف كبير وهو أول من أطعم الثريد للحجاج بمكة ،وكان اسمه عمرو ، وسمى هاشما لهشمه الخبز للناس وإطعامهم في سنة مجدبة ، وهو أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء ورحلة الصيف ، ومرت الأيام وتولى عبد المطلب بن هاشم السقاية والرفادة ، وأقام لقومه ما كان آباؤه يقيمون لقومهم وشرف في قومه شرفا لم يبلغه أحد من آبائه ، وأحبه قومه .

حفر بئر زمزم
بينما عبد المطلب نائم في حجر الكعبة إذ أتاه هاتف يأمره بحفر زمزم يقول عبد المطلب : إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال : احفر طيبة .

قلت : وما طيبة؟ ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر المضنونة .

فقلت : وما المضنونة ؟ ثم ذهب عني ، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه ، فجاءني فقال : احفر زمزم .

قلت : وما زمزم ؟ قال : لا تنزف أبدا ولا تذم ، تسقى الحجيج الأعظم ( أي أن ماءها لا ينتهي أبدا ) ولما بين له شأنها ودله على موضعها وعرف أنه قد صدق ، أصبح بمعوله ومعه ابنه الحارث ، ليس له يومئذ ولد غيره ، فحفر فيها ، فلما بدا لعبد المطلب الحجارة التي تغطي البئر كبر، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته ، فقاموا إليه فقالوا : يا عبد المطلب ، إنها بئر أبينا إسماعيل ، وإن لنا فيها حقا ، فأشركنا معك فيها .

قال : ما أنا بفاعل ، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم ، فقالوا له : فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها .

قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه ، قالوا : كاهنة بني سعد هذيم ، قال : نعم ، وكانت على حدود الشام ، فركب عبد المطلب ومعه جماعة من بني عبد مناف ، وركب من كل قبيلة من قريش جماعة ، والأرض إذ ذاك صحراء لا نهاية لها ، فخرجوا حتى إذا كانوا ببعض تلك الصحراء بين الحجاز والشام فني ماء عبد المطلب وأصحابه؛ فظمئوا حتى أيقنوا بالهلاك، فاستسقوا من معهم من قبائل قريش فأبوا عليهم وقالوا : إنا بمفازة ( أي صحراء ) ونحن نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم ، فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم ، وما يتخوف على نفسه وأصحابه قال : ماذا ترون؟ قالوا : ما رأينا إلا تبع لرأيك، فمرنا بما شئت .

قال : فإني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة ؛ فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون آخركم رجلا واحدا ، فضيعة رجل واحد أيسر من ضيعة القافلة جميعا .

قالوا : نعم ما أمرت به .

فقام كل واحد منهم فحفر حفرته ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشا .

ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت ، لا نضرب في الأرض ( أي لا نسير لطلب الرزق ) ولا نبتغى لأنفسنا لعجز ، فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد؛ ارتحلوا ، فارتحلوا ، حتى إذا فرغوا ومن معهم من قبائل قريش ينظرون إليهم ما هم فاعلون ، تقدم عبد المطلب إلى راحلته فركبها ، فلما قامت به انفجرت من تحت خفها عين من ماء عذب ، فكبر عبد المطلب وكبر أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه وملأوا أسقيتهم .

ثم دعا القبائل من قريش فقال : هلم إلى الماء فقد سقانا الله، فاشربوا واستقوا ، فجاءوا وشربوا واستقوا ثم قالوا : قد والله قضي لك علينا يا عبد المطلب ، والله لا نخاصمك في زمزم أبدا ، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم ، فارجع إلى سقايتك راشدا ! فرجع ورجعوا معه ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلوا بينه وبين زمزم .

وعندئذ نذر عبد المطلب : لئن ولد له عشرة نفر ، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ( أي حتى يكبروا ويحموه ) لينحرن أحدهم لله عند الكعبة .
تابع